في خطوة أثارت الكثير من الجدل، اختار حزب الاستقلال ترشيح السيد عبد المجيد مبروك، المتقدم في السن، على رأس اللائحة الانتخابية بالدائرة رقم 22 بجماعة زايو، إقليم الناظور، لخوض غمار الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025.
الملفت في هذا الترشيح أنه يأتي في وقت تتعالى فيه الأصوات المنادية بضخ دماء جديدة في المشهد السياسي المحلي، عبر منح الفرصة للكفاءات الشابة الطامحة إلى التغيير الحقيقي. إلا أن حزب الاستقلال، على ما يبدو، اختار السير في الاتجاه المعاكس، مفضلاً الاعتماد على الوجوه الكلاسيكية التي غالباً ما يشكل عامل السن حاجزاً فعلياً أمام قدرتها على مواكبة تطلعات الساكنة وتقديم الإضافة النوعية المرجوة.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن هذا القرار يدخل في إطار مساعي الحزب الحاكم بالمجلس الجماعي الحالي، الذي يرأسه محمد الطيبي منذ عقود، إلى بسط سيطرته على مفاصل الجماعة، عبر تجديد الولاءات لا تجديد النخب. فالطيبي، الذي أصبح اسمه مرادفاً للركود المؤسساتي في زايو، يُتهم باستغلال نفوذه للحيلولة دون بروز قيادات جديدة من خارج دائرته الضيقة.
ويطرح هذا الترشيح علامات استفهام عريضة حول نوايا الأحزاب التقليدية في المنطقة، والتي لا تزال تراهن على الأسماء نفسها، متجاهلة الحراك المجتمعي والتحولات العميقة التي يعرفها الشباب المغربي، الذي بات أكثر وعياً واستعداداً للمساهمة في تدبير الشأن العام.
فهل سيكسر الناخبون بدائرة زايو هذا النمط من الترشحات؟ أم أن منطق “الولاء قبل الكفاءة” سيبقى سيد الموقف مرة أخرى؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.
Sorry Comments are closed