يعيش “مركز المواكبة لحماية الطفولة” ببركان، التابع لجمعية إدماج وتنمية الطفولة، على وقع فضيحة مدوية كشفت عن استغلال فاضح لموارد الجمعية وإقصاء غير مبرر للأطفال المستفيدين، في تجاوز خطير لمبادئ رعاية الطفولة والتزامات العمل الجمعوي.
وتفيد معطيات مؤكدة أن سيارة المركز، التي يفترض أن تسخر لنقل الأطفال وتلبية احتياجاتهم، تحولت إلى وسيلة لخدمة أغراض خاصة لا تمت بصلة لمهام المركز الإنسانية، هذا الاستعمال الشخصي لممتلكات ممولة من المال العام يطرح تساؤلات جدية حول آليات المراقبة والشفافية داخل المؤسسة.
الأخطر من ذلك، ما جرى خلال زيارة رسمية للمركز، حيث جرى ـ بشكل مثير للاستغراب ـ إقصاء الأطفال المستفيدين من المشاركة في الحفل المخصص لهم، في مشهد يعد إهانة مباشرة لكرامتهم وإنكارا لوجودهم، خطوة أثارت استياء واسعا، وطرحت علامات استفهام حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الإبعاد، وإن كان الهدف هو تجميل صورة المركز على حساب واقع يرفض الظهور للعلن.
الوقائع تكشف عن خلل عميق في التسيير، وتطرح ضرورة فتح تحقيق عاجل للكشف عن المسؤولين عن هذه التجاوزات، خاصة في ظل الحديث عن سوء تدبير الموارد وتهميش المستفيدين الفعليين.
حماية الطفولة ليست مجرد شعار يرفع في المناسبات، بل مسؤولية وطنية تتطلب الحزم والمحاسبة، وهو ما يفرض على الجهات المعنية التدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وصون كرامة الأطفال الذين يفترض أن يكونوا في قلب هذا العمل، لا على هامشه.
Sorry Comments are closed