في تصريح يثير كثيرا من التساؤلات، قال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن “من النادر أن تجتمع في بلد واحد حكومة اجتماعية في دولة اجتماعية ببرنامج اجتماعي”، معتبرا أن حكومة عزيز أخنوش حققت هذا الاستثناء بعد انتخابات 2021، وأن نجاحها هو ما أربك المعارضة.
العلمي، الذي كان يتحدث من منصة “مسار الإنجازات” بجهة كلميم واد نون، لم يتردد في مهاجمة المعارضة، واصفا إياها بالمرتبكة والعاجزة عن تقديم بدائل مجتمعية… كما دافع عن حزبه بقوله إن “الأحرار” يمارس أدواره الدستورية، ويرتبط بالمواطنين من خلال اللقاءات الميدانية والتأطير السياسي.
لكن المثير في هذا الخطاب هو تجاهله الواضح لحقيقة لم يعد بالإمكان إنكارها: أن المعارضة الحقيقية اليوم لم تعد تنحصر في قبة البرلمان، بل أصبحت تتمدد في الشارع المغربي نفسه، حيث يعبر المواطنون، بمختلف الوسائل، عن سخطهم من السياسات الحكومية وواقعهم الاقتصادي والاجتماعي المتأزم.
ففي ظل الغلاء المستفحل، وتآكل القدرة الشرائية، وغياب الثقة في الشعارات السياسية، يصعب الحديث عن “نجاح حكومي اجتماعي”، كما يروج له العلمي، دون الوقوف على الواقع الملموس الذي يعيشه المواطن المغربي بشكل يومي.
تصريحات القيادي في “الأحرار”، وإن حاولت تسويق صورة حزب متماسك وحكومة قوية، فإنها كشفت، من حيث لا يدري، أن رقعة المعارضة الشعبية اتسعت، وأن الرهان على الخطاب الدعائي لم يعد مجديا في مواجهة الشارع الذي بات أكثر وعيا وجرأة.
Sorry Comments are closed