أبعير يكتب: المحطة الطرقية … بواجهة من زمن النسيان!

أبعير يكتب: المحطة الطرقية … بواجهة من زمن النسيان!
الريف 2418 ماي 2025Last Update : 4 شهور ago

من كان يظن أن مدينة الناظور، وهي تتهيأ لتستقبل أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في المغرب، ميناء “الناظور غرب المتوسط”، ستُفاجأ بمحطة طرقية واجهتها لا تشبه إلا … الماضي؟

الواجهة الجديدة للمحطة الطرقية أثارت استغرابا واسعا في صفوف أبناء المدينة، خاصة بين النشطاء والمهتمين بالشأن العام، فكيف يعقل أن تشيد محطة يفترض أن تكون بوابة حضارية ومعمارية لمدينة متوسطية بحجم الناظور، بواجهة باهتة لا تحمل أي طابع ثقافي أو حداثي؟ كأنها خرجت من دفتر تصميمات تعود إلى حقبة الثمانينات، حين كانت “الخرسانة” وحدها كافية لتبرير وجود أي مبنى!

المهندس الذي أشرف على المشروع -والذي يبدو أنه لم يسبق له أن تجول في شوارع الناظور أو لمس روحها الأمازيغية المتوسطية– قرر أن يمنح المدينة وجها من رماد… واجهة لا تقول شيئا، لا تشبه المدينة ولا ناسها، ولا حتى المرحلة الزمنية التي نعيشها.

كان من المفترض أن تجسد هذه المحطة نقلة نوعية في الشكل والمضمون، خاصة ونحن نعيش في 2025، حيث أصبحت الواجهات الذكية والمضاءة رقميا معيارا أساسيا في البنية التحتية… فلماذا نصر في كل مرة على إنتاج الرداءة وكأننا نخشى أن نكون أفضل؟

ما حدث ليس مجرد هفوة معمارية، بل استخفاف بذوق المدينة وساكنتها، وبحقهم في مرافق عمومية تحترمهم بصريا ورمزيا… الناظور ليست هامشا، بل مركزا اقتصاديا وثقافيا في طور التشكل، ومن المعيب أن تستقبل زوارها بوجه شاحب لا يبعث إلا على الحنين لسنوات النسيان.

الناظور تسير نحو المستقبل، لكن واجهتها الطرقية تعيدها إلى الماضي.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News