شهدت جلسة محاكمة سعيد الناصري اليوم أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء تطورات مثيرة، بعد طلب الأخير استدعاء الفنانة لطيفة رافت للإدلاء بشهادتها أمام القضاء بشأن تصريحاتها التي أدلت بها سابقا أمام الضابطة القضائية بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
لطيفة رافت كانت قد كشفت عن تسليم زوجها الحاج بن إبراهيم مبلغا ضخما قدره 2 مليون يورو من العملة الصعبة إلى الناصري، بغرض الشروع في شراء قطع أرض وبناء مشاريع، في إطار ما اعتبرته السلطات محاولة لتبييض الأموال، حيث جاء ذلك بعد أن كان سعيد الناصري قد طالب الحاج بن إبراهيم بمبلغ خمسة مليارات سنتيم، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول حجم النفوذ والفساد المتورط في القضية.
مصادر مطلعة على الملف أكدت أن الخلاف بين لطيفة رافت وسعيد الناصري يعود إلى خلفيات شخصية ومالية، حيث لم يلتزم الناصري بوعوده تجاه رافت، خاصة بعد أن كان زوج الحاج بن إبراهيم، إذ قام الناصري بجلب مجموعة من الحلي والمجوهرات، من ضمنها خواتم كان من المفترض أن يسلمها لها، لكنه تخلف عن ذلك، ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بينهما، الأمر الذي زاد الطين بلة هو طلاق لطيفة رافت من الحاج بن إبراهيم بعد انتشار شكوك بوجود علاقة غير شرعية بين الناصري ولطيفة.
هذا الملف الذي يكشف جانبا مظلما من استغلال النفوذ وتلاعب بالأموال يضع القضاء المغربي أمام اختبار حقيقي في مكافحة الفساد وتطبيق العدالة، ويعكس كيف أن أموال ضخمة مثل 2 مليون يورو يمكن أن تتحول إلى أداة للنزاعات الشخصية والجرائم المالية، فيما المواطن البسيط يظل بعيدا عن دائرة المحاسبة.
إن ما حدث يؤكد الحاجة الملحة لمراجعة شاملة لنظام الرقابة على الأموال وتفعيل آليات الشفافية لمواجهة فساد المحيطين بالسلطة، خاصة حين تصبح القضايا أشبه بمسرحيات مأساوية تعبث بسمعة القضاء والمجتمع على حد سواء.
Sorry Comments are closed