في خطوة أثارت الكثير من الجدل، نظمت غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق معرضا جهويا للصناعة التقليدية بمدينة زايو، إقليم الناظور، المعرض، الذي أقيم بمبالغ مالية ضخمة من المال العام، سرعان ما تحول إلى منصة دعائية بعيدة عن أهدافه الحقيقية.
المصادر المطلعة كشفت أن رئيس الغرفة، محمد القدوري، استغل هذا الحدث بشكل سافر لصالح حملة انتخابية مبكرة، وذلك باستخدام المال العام في تمويل حملة سياسية لم تكتمل بعد، ففي الوقت الذي كان يفترض أن يكون المعرض مناسبة للاحتفاء بالصناعة التقليدية ودعم الحرفيين المحليين، تحول إلى مسرح للترويج لأجندة انتخابية لا تخلو من الشبهات.
لقد جرت العادة أن تخصص المعارض المماثلة لدعم المهن الحرفية وإبراز الثقافة المحلية، إلا أن الواقع في حالة هذا المعرض جاء مغايرا تماما، فقد كان حضور “القدوري” والأنشطة التي تلت تدشين المعرض مليئة بالإعلانات الدعائية التي لا تترك مجالا للشك في أن الغرض منها كان أكبر من مجرد دعم القطاع التقليدي، بل كان في قلبها هدف انتخابي بحت.
ومن غير المقبول أن يستغل المال العام في مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى المؤسسات العمومية وتستنزف الموارد المخصصة لخدمة المواطن، فبينما كان من المفترض أن يستثمر هذا المال في تحسين ظروف الحرفيين المحليين ودعم مشاريعهم، نجد أن القدوري اختار تحويل المعرض إلى منصة شخصية لصالحه في الوقت غير المناسب.
إن هذا السلوك يعكس الاستهتار بالمال العام، ويستوجب محاسبة من يتحمل المسؤولية في هذا الأمر، ففي النهاية، قد يظن البعض أن هذه الحيلة قد تمر دون مساءلة، لكن الحقيقة أن المغاربة لم يعودوا ساذجين، وهم يدركون تماما أين تذهب أموالهم وأين يجب أن تصرف.
Sorry Comments are closed