ما تعيشه الجالية المغربية في مدينة ألميريا من معاناة مع القنصلية المغربية لم يعد يُطاق. فبين مواعيد مؤجلة لأسابيع، وسوء تنظيم واضح، يجد المواطنون أنفسهم في دوامة بيروقراطية ترهقهم بدل أن تسهّل حياتهم. أبسط الخدمات الإدارية تتطلب انتظارًا طويلاً، وأحيانًا شهورًا، فقط للحصول على موعد.
لكن ما يثير الغضب أكثر هو تفشي ظاهرة “سمسرة المواعيد”، حيث يتمكن بعض المحظوظين من إنجاز وثائقهم في أقل من يومين، فقط لأنهم دفعوا وسطاء معروفين. هذه الممارسات تحوّلت إلى تجارة علنية يعرفها الجميع، بينما تقف إدارة القنصلية موقف المتفرج، أو ربما المتواطئ، وسط غياب أي محاسبة أو رقابة.
هذا الواقع المهين خلق شعورًا عامًا بالإحباط والخذلان وسط أفراد الجالية، الذين يشعرون أن مصالحهم تُباع وتشترى، وأن الكرامة التي يطالبون بها لا تُعترف بها حتى من قبل مؤسسات بلدهم الأصل. فبدل أن تكون القنصلية ملاذًا لهم، تحوّلت إلى مصدر آخر للضغط والمعاناة.
الجالية تطالب بتدخل فوري وحازم من الجهات العليا، وفتح تحقيق شفاف في ما يجري داخل قنصلية ألميريا. ما يحدث ليس مجرد سوء تسيير، بل إهانة لمواطنين مغاربة في الخارج، يستحقون الاحترام والعدالة، لا الابتزاز والتهميش.
Sorry Comments are closed