في مشهد يكشف عن حجم الاستهتار والتسيب في تدبير الشأن العام بجماعة بني شيكر إقليم الناظور، تم تصوير سيارة المصلحة الجماعية يوم الأحد 13 يوليوز 2025 مركونة بشاطئ سيدي مسعود (نالطايث)، لا في إطار مهمة إدارية أو اجتماعية، بل لأغراض شخصية بحتة. السيارة كانت تقل موظفاً جماعياً وصديق رئيس الجماعة المدعو “اسليماني”، قُدمت له السيارة الجماعية كوسيلة للتنزه، ومتابعة مباراة لكرة القدم الشاطئية، في وقت كان من المفترض أن تظل وسيلة العمل مخصصة لخدمة الصالح العام.
الأدهى من ذلك أن سائق السيارة لم يكن سوى عامل نظافة تابع للإنعاش الوطني، ينحدر من دائرة رئيس المجلس، تم تكليفه بمهمة لا علاقة لها بوظيفته، في خرق صريح لكل القوانين الإدارية والأخلاقية. هذا السلوك يفضح واقعاً مؤسفاً تتحول فيه ممتلكات الجماعة إلى ملكية خاصة لبعض الأشخاص المحظوظين، بينما المواطن البسيط لا يجد حتى سيارة إسعاف أو خدمة نقل حقيقية في الأوقات الحرجة.
الصمت المريب من طرف السلطات المحلية، وغياب أي رد فعل من المعارضة، يؤكد أن الجميع “ناعس” في هذه الجماعة؛ لا سلطة تتحرك، ولا مراقبة، ولا حتى حس بالمسؤولية. ما حدث بشاطئ سيدي مسعود ليس حالة معزولة بل نموذج صارخ لواقع فاسد تتداخل فيه المصالح الشخصية مع الشأن العام دون حسيب أو رقيب، في ظل استغلال النفوذ وتجاوز القوانين.
في النهاية، يبقى المواطن البسيط هو الخاسر الأكبر في معادلة “الريع الجماعي”، بينما تتحول صفحات التواصل الاجتماعي إلى منبر وحيد لكشف الفضائح والتجاوزات، في غياب تام لآليات المحاسبة. والسؤال المطروح: إلى متى سيظل هذا العبث قائماً؟ وهل سنشهد يوماً ما تحركاً جاداً لوضع حد لهذا الاستهتار بالمال العام؟
Sorry Comments are closed