العيون … مسرحية “المنقذ أخنوش” تثير سخرية النشطاء

العيون … مسرحية “المنقذ أخنوش” تثير سخرية النشطاء
الريف 2418 ماي 2025Last Update : 4 شهور ago

في مشهد أقرب إلى العروض المسرحية منها إلى المؤتمرات السياسية، نظم حزب التجمع الوطني للأحرار، أمس السبت 17 ماي الجاري، لقاء بمدينة العيون لم يفوت فيه كوادر الحزب فرصة النفخ في صورة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، محاولين تقديمه بلباس “المنقذ الوطني” الذي جرّ المغرب من قاع الأزمات إلى ضوء النهضة.

وخلال المؤتمر، سعى أعضاء الحزب إلى إلصاق كل الإنجازات التنموية بالمستثمر أخنوش، رغم أن الواقع اليومي للمغاربة، الذي تنهشه الأسعار، وتؤرقه البطالة، وينخره غلاء المعيشة، يقول شيئا آخر تماما، المفارقة الأكبر جاءت على لسان أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب، محمد أوجار، حين صرح أن “الأحرار” كانوا شركاء للمؤسسة الملكية في إنجاز مشاريع ضخمة، وهي مشاريع أشرفت عليها المؤسسة دون حاجة لأي شركاء، فيما بدا وكأنه محاولة يائسة لاختلاس النجاح وتغليف الفشل بورق ذهبي.

أما الذروة الكوميدية فقد حملها تصريح رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، الذي قال إن “إنجازات الحكومة لن يفهمها المغاربة إلا في سنة 2050”! تصريح بدا كأنه مأخوذ من كتيب نكات سياسية، لا من خطاب مسؤول في مؤسسة تشريعية، نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لم يتأخروا في الرد، حيث عجت الصفحات بالتعليقات الساخرة، متسائلين: هل يقيم العلمي فعلا في المغرب أم في كوكب موازي حيث يزدهر الاقتصاد، وتنخفض الأسعار، ويصفق المواطنون لأخنوش بحرارة؟

اللقاء، الذي يفترض أن يكون سياسيا، لم يخل من توظيف قضايا الوحدة الترابية في سياق حزبي ضيق، في محاولة لشد الأنظار وتغطية إخفاقات متتالية، وما زاد الطين بلة، هو إعلان العلمي بثقة مفرطة أن حزب “الأحرار” سيكون على رأس “الحكومة المونديالية”، في إشارة إلى نية الحزب الاستمرار في الحكم مستقبلا، وكأن ثقة المواطن في هذه الحكومة لا تزال على قيد الحياة!

قد تكون هذه المسرحية السياسية قد أضحكت البعض، لكنها بالتأكيد لم تخف الحقيقة: المواطن المغربي اليوم لا يبحث عن وعود 2050، بل عن كرامة في 2025.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News