في خطوة أثارت جدلا واسعا، أعلنت الفنانة المغربية لطيفة رأفت عزمها اللجوء إلى القضاء ضد مجموعة من الصحافيين، متهمة إياهم بـ”التشهير والمساس بالحياة الخاصة”، التهديد اعتبره البعض محاولة لترهيب الأقلام الحرة ومنعها من النبش في علاقة قديمة تعود أطرافها إلى ملف قضائي حارق يهز الرأي العام المغربي.
ففي قلب هذا الملف يقبع كل من الحاج أحمد بن إبراهيم، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، ورئيس نادي الوداد السابق سعيد الناصري، داخل أسوار السجن المحلي عكاشة، حيث يحاكمان إلى جانب رئيس جهة الشرق السابق عبد النبي بعيوي وآخرين، في قضية دولية تتعلق بشبكات الاتجار في المخدرات وغسل الأموال.
لكن ما يربط لطيفة رأفت بهذا الملف ليس مجرد ذكر عابر، بل يتعداه إلى شهادات وتصريحات موثقة في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حيث أشار سعيد الناصري إلى أن رأفت أدلت بشهادة ضده، متسائلا عن دوافعها الحقيقية، ومشككا في حياديتها بالنظر إلى “علاقة خاصة سابقة” جمعتها به، على حد تعبيره.
ويزيد الطين بلة، ما تسرب من كون الحاج بن إبراهيم، زوج لطيفة رأفت السابق، أقدم على تطليقها بسبب شكوكه في وجود علاقة غير شرعية تجمعها بسعيد الناصري، هذا الأخير الذي، وفقا لمصادر متطابقة، وعد “إسكوبار الصحراء” بمساعدته على نيل الجنسية المغربية مقابل تمويل حملته الانتخابية، مستندا على علاقاته الواسعة، التي كان يتباهى بها، من ضمنها علاقته بالوزير الحالي للعدل عبد اللطيف وهبي.
كما أن نفس الشخص – أي الحاج بن إبراهيم – قد ضخ مبالغ مالية ضخمة لرعاية مهرجانات فنية سنة 2013، حضرتها لطيفة رأفت وعبد الرحيم الصويري بمدينة زاكورة، ما فسر لاحقا على أنه جزء من علاقة تقاطع فيها المال بالسياسة والفن.
فهل كان تهديد لطيفة رأفت للصحافيين يهدف فعلا إلى حماية كرامتها الفنية؟ أم محاولة لمنع وصول خيوط قضية حساسة إلى الرأي العام؟ وهل فعلا طلقها “إسكوبار الصحراء” بعد اكتشافه ما وصفه بـ”الخيانة”، ودفع ثمنا باهظا لحلم الجنسية والمكانة، قبل أن ينتهي خلف القضبان؟ ثم ما حقيقة الدور الذي لعبه سعيد الناصري في كل هذه العلاقات المتشابكة بين الفن، المال، والسياسة؟
أسئلة كثيرة، وشبهات تتراكم، لكن المؤكد أن ملف “عكاشة” لا يزال يخبئ مفاجآت لم ترو بعد….
Sorry Comments are closed