أخيرا، تنفست مدينة الناظور الصعداء، فقد شرفنا بافتتاح مطعم أسماك ومخبزة حديثة، في حدث أسطوري سوقته بعض المواقع الإشهارية وكأن المدينة تحتضن قمة عالمية للاستثمار والتنمية، صور، فيديوهات، تغطيات ميدانية … وكأننا أمام تدشين ميناء ضخم أو مصنع يشغل الآلاف، لا مشروعين بالكاد يوفران بضع وظائف إن توفرت.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الناظور من البطالة، الهجرة، وتدهور القدرة الشرائية، يواصل البعض بيع الوهم، المواقع الإخبارية تحولت إلى دفاتر فواتير إشهارية، تكتب لمن يدفع وتخرس أمام كل ما يوجع المواطن، لا صوت لها حين يغلق معبر بني أنصار، ولا حين يتزايد عدد الشباب الحالمين بقارب نجاة، بل تنشط فقط حين يفتتح “فرن”.
أما البرلمانيون ومسؤولو المدينة، فالغائب الأكبر، لا محاسبة، لا مبادرات، لا دور فعلي، اختفوا كما تختفي الوعود بعد الانتخابات، تاركين الساحة لتجار الخطاب الفارغ و”الكاميرات الطيعة”.
ولا ننسى “الفاعلين المحليين”، أولئك الذين كانوا بالأمس يرفعون الشعارات، واليوم يكتفون بالتصفيق، أو بيع صمتهم مقابل دراهم معدودة، فبعضهم يتابع قضائيا، والبعض الآخر يحلم بالفيزا ويستعد للرحيل، وكأن الوطن لم يعد يسعهم إلا في صورة على الحائط.
الناظور لا تحتاج مخبزة أخرى، بل تحتاج صحافة حقيقية، وممثلين حقيقيين، ومشاريع تحفظ كرامة أبنائها، أما التضخيم الإعلاني، فلا يغطي رائحة الفشل … فقط يزيدها سخرية.
Sorry Comments are closed