أثار قرار القنصلية العامة الإسبانية بمدينة الناظور برفض تسجيل عدد من عقود الزواج بين مواطنات إسبانيات ومغاربة، جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية والإعلامية بالمغرب وإسبانيا، وسط اتهامات بوجود تمييز قائم على أساس الجنس ومطالبات بتدخل السلطات المعنية لتوضيح الموقف.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “El Faro Melilla” تقريرا مفصلا تناولت فيه القضية استنادا إلى بيان رسمي صادر عن جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، التي أكدت توصلها بعدة شكاوى من متضررين مغاربة وإسبانيات، عبروا فيها عن استيائهم من تعقيدات إدارية ورفض متكرر من قبل القنصلية، معتبرين أن هذا السلوك يمس بكرامتهم وحقوقهم الإنسانية.
وأوضح بيان الجمعية أن القنصلية الإسبانية تتعامل بازدواجية في تسجيل عقود الزواج، حيث تطبق قيود غير مبررة على الحالات التي تكون فيها الزوجة إسبانية والزوج مغربي، في حين أن زيجات الإسبان من المغربيات لا تواجه العراقيل ذاتها… واعتبرت الجمعية أن هذه الممارسات تمييزية ومخالفة للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها إسبانيا والمتعلقة باحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
وطالبت الجمعية في بيانها الحكومة الإسبانية ووزارة خارجيتها، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، بتوضيح موقفها الرسمي من هذه الإجراءات، وبالعمل على ضمان الحقوق الكاملة للمواطنات الإسبانيات المتزوجات من مغاربة، مشددة على أن الزواج حق إنساني أساسي لا يمكن تقييده بقرارات تعسفية أو إجراءات غير مبررة قانونيا.
كما دعت الجمعية وزارة الشؤون الخارجية المغربية إلى التدخل العاجل من أجل حماية كرامة المواطنين المغاربة وضمان تطبيق القوانين ذات الصلة بشكل عادل ومنصف، مؤكدة على أهمية فتح قنوات دبلوماسية لمعالجة هذا الملف بما يحفظ حقوق جميع الأطراف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجدل الدائر حول هذه القضية تجاوز البعد القانوني ليشمل البعد الاجتماعي والإنساني، خاصة وأن العديد من الأزواج المتضررين بدأوا فعليا في الإجراءات القضائية سواء في المغرب أو إسبانيا، فيما لم تصدر القنصلية العامة الإسبانية بالناظور أو وزارة الخارجية الإسبانية أي بيان رسمي يوضح أسباب هذه الممارسات حتى الآن.
وختمت جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان بيانها بالتأكيد على أن الحق في الزواج حق إنساني أصيل يجب أن يتمتع به جميع الأفراد دون أي تمييز قائم على الجنس أو الجنسية، داعية السلطات الإسبانية والمغربية إلى التعامل مع الملف بجدية وحكمة بما يضمن احترام الكرامة الإنسانية.
Sorry Comments are closed