فتيحة شتاتو،
محامية (نعم، للأسف)، وعضو في مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، ومن أبرز المنتسبين لحزب التجمع الوطني للأحرار، أو كما أصبح يعرف شعبيا بـ”التجمع الوطني للأشرار”… الاسم الذي يليق تماما بطريقة تفكيركم وتدبيركم و”تصنيفكم” للمواطنين.
أكتب لك هذه الرسالة لا لأطلب رضاك، ولا لأستجدي منك شهادة حسن سلوك وطني، بل فقط لأُخبرك أن ما تفوهت به في تعليقك السخيف لم يمر مرور الكرام.
عندما وصفت أحد الصحفيين بـ “المتطفل” و”غير الوطني”، كنت تقصدينني أنا: هشام اسباعي، اللاجئ السياسي في إسبانيا، الذي ترك بلده مكرها بسبب بطشكم، وليس بسبب “قلة وطنية” كما توهمين.
لكن يبدو أن الوطنية اليوم أصبحت مثل بطاقة الولاء لحزبكم:
إذا صفقت لكم، فأنت مغربي أصلي، وإن انتقدتكم، فأنت خائن وانفصالي وقاطع صكوك!
فعلا، لقد أبدعتم: اختزلتم الوطنية في حب الحزب، والإخلاص للوطن في عدد اللايكات التي تضعونها على خطابات رئيس الحكومة!
من أين لكم هذه الوقاحة الفكرية؟ من أعطاكم حق توزيع الجنسية والكرامة والانتماء؟ هل حزبكم أصبح وزارة الداخلية والعدل والهوية الوطنية في آن واحد؟ أم أنكم بصدد إعداد مرسوم جديد يجرم كل من لا يعجبه لون “الحمامة”؟
السيدة المحامية، لو كنت فعلا تفهمين معنى الوطنية، لعلمتِ أن من يهاجر مضطرًا لقول كلمة حق، لا يقلّ وطنية عن من يلوّح بالعلم في الحملات الانتخابية.
ولعلمت أن الوطنية لا تختصر في الانبطاح لسياسي فاشل، ولا في التهليل لحكومة تتقن الرفع… في الأسعار، فقط.
أنا حر، أكتب ما أراه حقا، وأنتقد من أراه فاشلا، ولن أطلب منك رخصة لذلك.
وأنا مغربي، أكثر مما يتسع له إدراكك الحزبي المشوه.
وأنا لاجئ، لكني لم أبيع قلمي كما فعل بعضكم مع مناصب المجالس المنتخبة.
رسالة أخيرة إليك:
احتفظي بوطنك القماشي لنفسك، وببطاقات “الوطنية الممتازة” التي تمنحينها للمصفقين.
أما أنا، فلا يشرفني أن أنال شهادة وطنية من حزب يديره سماسرة ويبرره مهرجون.
Sorry Comments are closed