عجز المنتخبين وغياب إرادة الدولة يعمّقان الفجوة في الناظور والدريوش

عجز المنتخبين وغياب إرادة الدولة يعمّقان الفجوة في الناظور والدريوش
الريف 244 غشت 2025Last Update : شهرين ago

رغم ما تزخر به منطقتا الناظور والدريوش من مؤهلات طبيعية تجمع بين البحر والجبل، إلا أن غياب المشاريع الترفيهية والسياحية يبقى علامة استفهام كبرى أمام واقع تنموي لا يرقى إلى طموحات الساكنة. فالمنطقتان، اللتان تحتلان موقعًا استراتيجيًا على الواجهة المتوسطية، تفتقران إلى الحدائق العمومية المنظمة، المجمعات الثقافية، المرافق الشبابية، والمشاريع الترفيهية التي تُعزز جودة الحياة وتجذب الزوار.

في مقدمة المسؤولين عن هذا الوضع يبرز دور المنتخبين المحليين، الذين يُفترض بهم أن يكونوا صوت المواطن، والمدافعين عن تنمية مناطقهم. غير أن واقع الحال يكشف عن ضعف في الترافع، غياب في التخطيط، وتدبير عشوائي للموارد المالية المتاحة. وعوض بلورة مشاريع تستغل الإمكانيات الطبيعية للمنطقة، تظل العديد من المجالس الجماعية عاجزة عن ترجمة وعودها الانتخابية إلى إنجازات ملموسة.

الدولة بدورها لا تنفصل عن هذه المسؤولية، خاصة في ظل العلاقة المعقدة تاريخيًا بينها وبين الريف. فالمقاربات الأمنية التي طغت على تعامل الدولة مع المنطقة لسنوات، وغياب إرادة واضحة لتحقيق العدالة المجالية، ساهما في تكريس التهميش. وفي الوقت الذي تُضخ فيه استثمارات ضخمة في محور الدار البيضاء-الرباط-مراكش، تبقى الناظور والدريوش خارج دائرة الأولويات المركزية، دون رؤية مندمجة تُراعي خصوصيات المنطقة وتطلعات سكانها.

كما أن غياب المستثمرين الخواص يُضاعف من عزلة المنطقة الترفيهية، نتيجة غياب الحوافز والمخاوف من غياب الاستقرار والربحية. ورغم بعض المحاولات الفردية، إلا أن الاستثمار الحقيقي يظل محتاجًا إلى بيئة مشجعة وإرادة جماعية، تضمن تكامل أدوار الدولة، المنتخبين، والمجتمع المدني. فتنمية الريف لا يجب أن تبقى شعارًا، بل خيارًا استراتيجيًا لترسيخ الإنصاف وتحقيق التنمية المتوازنة.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News