تحول إقليم الدريوش في الآونة الأخيرة إلى مسرح مفتوح للجريمة المنظمة، وسط غياب أمني مثير للقلق.. فلم تعد حوادث السطو والسرقة وترويج المخدرات مجرد وقائع متفرقة، بل أصبحت نمطا يوميا ينذر بتحول المنطقة إلى “تيخوانا المغرب”، حيث العصابات تفرض سطوتها، والدولة غائبة.
في ليلة واحدة فقط، شهد الإقليم خمس عمليات سطو متتالية استهدفت وكالات لتحويل الأموال في ميضار والدريوش مرورا بالعروي، نفذها مجهولون يستقلون سيارة مسروقة، دون أن يعترض طريقهم أحد… هذا النوع من العمليات المحكمة يكشف عن وجود شبكات محترفة، تتحرك بثقة في غياب أي رد أمني فعال.
الأخطر، أن هذا الانفلات يتزامن مع تمدد مروجي المخدرات القوية، مثل الكوكايين و”البوفا”، الذين ينشطون بشكل علني في جماعات كـ”بن طيب” و”وردانة”، مستغلين ضعف الرقابة لتجنيد القاصرين ونشر العنف والابتزاز في محيطهم.
أما الطرقات الإقليمية، فتحولت ليلا إلى مناطق خطرة، تسجل فيها حالات اختطاف واعتراض سيارات وسرقة تحت التهديد، دون تدخل يذكر.
في ظل هذا الواقع، لم يعد سكان الإقليم يطالبون فقط بالأمن، بل بالمحاسبة: من المسؤول عن هذا التراخي؟ ولماذا تترك المنطقة دون وسائل ردع متطورة مثل فرق التدخل السريع؟ وهل يعقل أن تستمر الدولة في الغياب، بينما ينهار الإقليم تحت أقدام العصابات؟
Sorry Comments are closed