رغم قرار المنع الصادر عن السلطات الإقليمية بالناظور، الذي يقضي بمنع التخييم في الشواطئ والغابات المحيطة بها، اختار مجموعة من الشباب قادمين من خارج الإقليم تحدي التعليمات الرسمية، من خلال نصب خيامهم في غابات قريبة من شاطئ “كالا بلانكا” بجماعة بني شيكر. وانتشرت على مواقع التواصل صور توثق أجواء التخييم، منها مشاهد لإشعال النار ليلاً وسط الأشجار، في تصرف يثير مخاوف حقيقية من اندلاع الحرائق في منطقة معروفة بحساسيتها البيئية.
السلطات سبق أن بررت قرارها بمنع التخييم لأسباب أمنية وتنظيمية وبيئية، مؤكدة أن التخييم العشوائي يخلق حالة من الفوضى، ويحول الفضاءات العامة إلى أملاك خاصة عبر احتكار المواقع الطبيعية. كما نبهت إلى أن هذا السلوك يخلّف وراءه النفايات، ويفتح الباب أمام ممارسات قد تضر بالسلامة البيئية، أبرزها إشعال النيران في أماكن غير مخصصة لذلك.
وفي هذا السياق، يرى بعض الشباب أن قضاء العطلة على طريقتهم هو حق مشروع، خاصة لمن لا يستطيع تحمل تكاليف كراء الشقق أو الإقامة في الفنادق. ويعتبرون أن التخييم الحر في الغابات أو قرب الشواطئ هو وسيلة للهرب من ضوضاء المدن، ومن متاعب الحياة اليومية، بحثاً عن سكينة الطبيعة.
لكن بالمقابل، تحذّر فعاليات بيئية من أن إشعال النار ليلاً وسط الأحراش، كما توثق الصور المنتشرة، قد يكون سبباً في كارثة بيئية لا تحمد عقباها. فشرارة صغيرة قد تتحول في لحظات إلى لهب يلتهم أشجار الغابة، ويهدد النظام البيئي الهش بالمنطقة. وهو ما يطرح تساؤلات ملحّة حول الحاجة إلى تنظيم فضاءات التخييم بشكل قانوني وآمن، يوازن بين متطلبات الترفيه والحفاظ على البيئة وسلامة الجميع.
Sorry Comments are closed