في خطوة نادرة وغير مسبوقة على الساحة السياسية المغربية، شارك خالد تيكوكين، رئيس جماعة تبانت بإقليم أزيلال، في المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة آيت بوكماز مشيا على الأقدام، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. هذه الخطوة التي وصفها العديد من المتابعين بـ”السابقة من نوعها بالمغرب”، أثارت تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض تعبيرا صادقا عن التزام المنتخبين بقضايا المواطنين.
الساكنة التي خرجت في هذه المسيرة، رفعت شعارات تندد بالتهميش والإقصاء الذي تعاني منه المنطقة، وتطالب بتوفير أبسط مقومات العيش الكريم، من طرق وبنية تحتية وخدمات صحية وتعليمية. وتعد منطقة آيت بوكماز، رغم غناها الطبيعي والسياحي، واحدة من المناطق الجبلية التي ظلت خارج خارطة التنمية لعقود.
مشاركة رئيس الجماعة في هذه الخطوة الاحتجاجية بجانب السكان، تعتبر رسالة واضحة للسلطات المعنية بأن معاناة ساكنة آيت بوكماز لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل أو التجاهل. كما أنها تعكس نوعا جديدا من القيادة المحلية، التي تربط المسؤولية بالقرب الميداني من المواطن، لا بالاكتفاء بالقرارات الإدارية خلف المكاتب.
هذه الواقعة تفتح نقاشا مهما حول دور المنتخبين في الدفاع عن مطالب المواطنين، وتعيد طرح سؤال جوهري حول النموذج التنموي في المناطق الجبلية. فهل تتحول هذه المبادرة إلى نموذج يُحتذى به وطنيا؟ أم ستظل مجرد استثناء في مشهد سياسي يفتقر في الغالب إلى مثل هذه المبادرات الجريئة؟
Sorry Comments are closed