تمرير 15 طن بكل ود وسلام … الجمارك تعلن الحرب على 28 كيلوغراما!

تمرير 15 طن بكل ود وسلام … الجمارك تعلن الحرب على 28 كيلوغراما!
الريف 244 يوليوز 2025Last Update : 3 شهور ago

في مشهد يجسد العبث الأمني على أصوله، أعلنت عناصر الجمارك بالمحطة البحرية لبني أنصار بالناظور، بكل فخر واعتزاز، عن “الإنجاز العظيم” المتمثل في إحباط محاولة تهريب 28 كيلوغراما من الحشيش داخل سيارة من نوع “أودي A7” يقودها شاب فرنسي برفقة صديقته.

العملية وصفت بـ”النوعية”، رغم أنها تبدو، في نظر الرأي العام، محاولة هزيلة لتجميل صورة مصلحة جمركية فقدت مصداقيتها بعد أن مرت، وبكل سلاسة، شاحنة مفصلية محملة بأكثر من 15 طنا من الحشيش إلى الضفة الأخرى من المتوسط، دون أن يرفّ لجهاز السكانير رمش.

البلاغات الرسمية احتفت بالـ 28 كيلوغراما، وكأنها نهاية عهد التهريب، متجاهلة تماما حجم الفضيحة السابقة، التي لم تكشف إلا بفضل يقظة الأجهزة الاستخباراتية المغربية وتعاونها مع نظيراتها الإسبانية والفرنسية، ولولا هذا التنسيق الدولي، لكانت الـ15 طنا قد تبخرت في الأسواق الأوروبية تحت أعيننا.

وبينما تساق السيارة الفرنسية الصغيرة إلى التفتيش الدقيق، وبينما تفكك أبوابها ومقاعدها، لا يسع المتابع إلا أن يتساءل: أين كانت هذه “الصرامة المفرطة” حين غادرت الشاحنة الضخمة الوطن محملة بطنيات من السموم؟ هل كانت الأشعة معطلة؟ أم أن “العين بصيرة واليد قصيرة” عندما يتعلق الأمر بالكبار؟

الشابين الفرنسيين أُحيلوا إلى السلطات الأمنية لتعميق البحث وكشف الامتدادات، لكن لا أحد سيتحدث عن الامتدادات الحقيقية داخل الميناء، ولا عن “صم البصر” المتكرر الذي يسمح بمرور شحنات بالجملة مقابل صيد صغير للاستهلاك الإعلامي.

عملية بني أنصار، بكل بساطة، لا تقنع أحدا، هي مجرد مساحيق تنثر على وجه جمركي شاحب، فقد ماء وجهه في لحظة مرت فيها 15 طنا من الحشيش في وضح النهار، والأسوأ؟ أن من يفترض بهم حماية الحدود أصبحوا اليوم يحتفلون بالإمساك بـ 28 كيلو … وكأنها غزوة بدر.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News