في مشهد يتكرر في عدد من المدن المغربية، تعاني مدينة العروي من فشل ذريع في تنزيل مشاريع عمومية كلفت خزينة الدولة مبالغ ضخمة دون أن تترك أثرًا إيجابيًا في حياة الساكنة، أبرز الأمثلة: سوق الخضر والفواكه وفضاء بيع السمك المعروف بـ”المحوتة”، وهما نموذجان صارخان لتبديد المال العام وسوء تدبير لا يُمكن تبريره.
فرغم توفر بنية تحتية جاهزة، يبقى سوق الخضر والفواكه شبه مهجور، بينما يواصل الباعة احتلال الشوارع والأرصفة، في تحد واضح لمفهوم التنظيم الحضري، أما “المحوتة”، فتعاني من إهمال تام، في ظل عودة باعة السمك إلى شوارع جانبية تفتقر لأدنى شروط السلامة والنظافة.
المفارقة المؤلمة أن هذه المشاريع، التي قدمت في البداية كحلول حضرية متقدمة، تحوّلت إلى أطلال تذكر الساكنة كل يوم بفشل السياسات المحلية، وغياب أي محاسبة أو مراقبة.
فأين ذهبت الملايين؟ ولماذا تصر الجهات المسؤولة على الصمت؟ هل أصبحت الكراسي أهم من كرامة المواطن؟
إن ما تعيشه العروي اليوم ليس مجرد تعثر في مشاريع، بل تجسيد فعلي لغياب رؤية، وانعدام الكفاءة، واستهتار بذكاء الساكنة وحقها في العيش الكريم، والمطلوب اليوم ليس تبريرات جوفاء، بل مساءلة حقيقية، وربط فعلي للمسؤولية بالمحاسبة.
Sorry Comments are closed