في تطور مثير وغامض لقضية الهجوم المسلح الذي هزّ دوار آيث ميراش ببني ميلك، التابع لجماعة إجرمواس بإقليم الدريوش، أفادت مصادر خاصة حصلت عليها “الريف 24″ أن الأب الملقب بـ”التيكساس” ونجليه، الذين تم اعتقالهم مؤخرًا من طرف عناصر الدرك الملكي بأتسافت، تم إطلاق سراحهم مؤقتًا في ظروف ما تزال تثير الكثير من التساؤلات والشكوك ، قبل أن يُقرر مثولهم غدًا الخميس أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدريوش.
وتفيد المصادر أن البندقية التي سلّمها المتهمون لعناصر الدرك ليست هي نفسها التي ظهرت في الصور الموثقة للحادث، والتي استخدمت في إطلاق أعيرة نارية حقيقية داخل منطقة سكنية جبلية أمام منزل الضحية، والتي يُمنع فيها الصيد. كما تؤكد المعطيات أن السلاح الأصلي غير مرخّص ولا يتوفر على أوراق الحيازة القانونية، في حين يُرجّح أن يكون السلاح الذي تم تسليمه للدرك ملكًا لأحد أفراد العائلة، في محاولة لإخفاء السلاح الحقيقي المستخدم أثناء الاعتداء.
من جهة أخرى، كشفت المعلومات التي توصلت بها “الريف 24” أن أحد الجناة المسمى “فريد” قام مباشرة بعد الحادث بحلق لحيته وشعره لتغيير مظهره، ثم ضرب نفسه وجلب شهادة طبية يزعم فيها أن الضحية هو من اعتدى عليه، رغم أن المعاينة التقنية لبيانات الهاتف أظهرت أن الصور التقطت صباح يوم الخميس الماضي أثناء وقوع الاعتداء، مما يفنّد روايته ويؤكد نية التضليل. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجاني كان في يده بندقية صيد جوية أثناء الحادث.
وفي سياق متصل، تحدّثت مصادر من عائلة الجناة “القدوري” عن شبهات محاولة التأثير على مسار التحقيق، بعدما تأكد أن الأب الموقوف الملقب بـ”التيكساس” كان يتواصل مع أفراد من عائلته في أوروبا لجمع مبالغ مالية مهمة “لحلّ المشكل” حسب زعمه ما وعده به أحد السماسرة قبل مثولهم أمام القضاء، وهو ما يثير الاستغراب مساسًا بنزاهة محاضر الضابطة القضائية وتأكيد تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
ويرى مراقبون أن هذه القضية تحتاج إلى متابعة دقيقة وحازمة لتوضيح كل الملابسات المرتبطة بالسلاح غير المرخّص واختلاف البندقية المحجوزة عن تلك الموثقة، مع مساءلة كل من ثبت تورطه في التلاعب أو محاولة عرقلة سير العدالة. ويؤكد موقع “الريف 24” أنه سيتابع جلسة الغد لحظة بلحظة من داخل المحكمة الابتدائية بالدريوش لنقل الحقيقة كاملة للرأي العام المحلي والوطني.
Sorry Comments are closed