في مشهد صادم يعكس هشاشة البنية التحتية التعليمية بالوسط القروي، يضطر تلاميذ جماعة أربعاء تاوريرت بإقليم الحسيمة إلى التنقل يوميا نحو مؤسستهم التعليمية فوق أسطح سيارات خاصة من نوع “ميرسيديس 207”، أو مكتظين داخلها بشكل يفتقد لشروط السلامة، قاطعين مسافة تقدر بـ 15 كيلومترا عبر مسالك غير معبدة ووعرة.
ورغم أن الجماعة تتوفر على سبع سيارات للنقل المدرسي، إلا أن خلافات سياسية وصراعات ضيقة بين رئيس المجلس ومستشاري المعارضة حالت دون استفادة هؤلاء التلاميذ من هذه الخدمة الأساسية، لتبقى حياتهم ومستقبلهم رهينة حسابات انتخابية لا علاقة لها بمصلحة الساكنة.
مصادر محلية أكدت لـ “الريف 24” أن الوضع بات مقلقا، خاصة مع توثيق صور وفيديوهات تُظهر تلاميذ يركبون فوق السيارات في ظروف محفوفة بالمخاطر، ما قد ينذر بوقوع فاجعة بشرية في أي لحظة إذا استمرت هذه الممارسات.
قانونيا، يعتبر النقل المدرسي من الاختصاصات الذاتية للمجلس الإقليمي وفق المادة 79 من القانون التنظيمي 14-112، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تدخل بعض الجماعات والجمعيات في هذا المجال خارج اختصاصاتها، في ممارسات تفتح الباب أمام الاستغلال السياسي والانتخابي على حساب حق التلاميذ في التمدرس.
ويتساءل متتبعون: إلى متى ستظل مصلحة التلاميذ ضحية للصراعات السياسية؟ وهل سيتحرك المجلس الإقليمي والجهات المسؤولة لتدارك الوضع قبل وقوع الكارثة؟