في وقت تخوض فيه المملكة المغربية صراعا دبلوماسيا وإعلاميا محتدا مع الجارة الشرقية الجزائر، جاء توقيف الصحفي يونس أفطيط ليشكل ضربة موجعة لصورة المغرب في مجال حرية الصحافة والتعبير.
فالمملكة التي طالما انتقدت النظام الجزائري بسبب التضييق على الإعلاميين واعتقال أصوات مستقلة، تجد نفسها اليوم في موقع المتهم بممارسات مماثلة.
لقد اعتاد المغرب أن يقدم ملف الحريات كـ ورقة قوة في مواجهة دعاية الكبرانات، خصوصا مع قضايا بارزة مثل اعتقال الإعلامي بوعلام صنصال… غير أن اعتقال أفطيط يفقد الخطاب المغربي الكثير من مصداقيته، ويمنح للآلة الإعلامية الجزائرية ذخيرة مجانية لتوظيفها في معركة الصورة والتأثير على الرأي العام الدولي.
الخطوة تكشف عن تناقض بين الخطاب الرسمي حول الانفتاح والإصلاح وبين الممارسة الواقعية، مما يطرح أسئلة صعبة حول جدية التزامات المغرب في ميدان الحريات.
وفي ظل هذا الوضع، يكون النظام الجزائري قد تلقى بالفعل “هدية على طبق من ذهب”، دون أن يبذل جهدا كبيرا لتبرير سياساته القمعية، إذ يكفيه أن يشير إلى ما حدث مع أفطيط ليقلب الطاولة على المغرب.